مراجعة لعبة God Of War 2018 … رهان أسطوري فريد من نوعه
يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة لتغيير سلسلة – طويلة الأمد وناجحة للغاية – تغييرًا شاملًا. بما أنّ السلسلة مازالت تحقق نجاحًا حتى الآن، إذًا فلا داعي إلى القيام بأي تغييرات أو تطورات جديدة، هكذا يفكر مصممو الشركات، وهو تفكير منطقي في كثير من سلاسل الألعاب. تغيير أساسيات سلسلة الألعاب من طريقة اللعب والقصة، وما إلى ذلك قد يزعج القاعدة الجماهيرية التي ربما كانت موجودةً في بعض الأحيان لعقود من الزمن، لكن الأمر مختلف بالنسبة لسوني سانتا مونيكا، الشركة المصممة للعبة
God Of War 2018.
لقد قامت الشركة برهان أسطوري فريد من نوعه، ويمثل مخاطرةً كبيرةً
لمستقبل السلسلة، لكنه أتى ثماره. لم أكن أدرك حتى قبل بضع ساعات من كتابة
هذا المقال أنّني لم أكن مستعدًا تمامًا لمستوى العمق الذي ستقدمه هذه التحفة الفنية.
مطور اللعبة: Santa Monica Studio |
الناشر: Sony Interactive Entertainment |
---|---|
نوع اللعبة: Action-Adventure, Action Role-Playing |
تاريخ الإصدار: 20-4-2018 |
الأجهزة: Ps4 |
عدد ساعات اللعب: 30-40 ساعة |
اللغات: الإنجليزية |
نظم اللعب: لعب فردي فقط |
قصة God of war
مرت العديد من السنوات منذ أن أخذ كراتوس انتقامه من الآلهة الأوليمبية. بعد أن نجا من لقائِه الأخير مع زيوس، يعيش كراتوس الآن بدايةً جديدةً خارج ظل الآلهة مع ابنه الصغير أتريوس في عالم الآلهة الإسكندنافية، وهي أرض متوحشة يسكنها العديد من الوحوش الشرسة والمحاربين. يعيش كراتوس من أجل غرض جديد، وهو تعليم ابنه الموجود بجانبه كيفية البقاء على قيد الحياة في عالم كهذا، يجب على كراتوس النضال في هذا العالم الموحش، ليس مع الآلهة الإسكندنافية فقط التي تضمر له الشر نظرًا لأنّها تدرك دوره في تدمير أوليمبوس، ولكن أيضًا مع شخصيته نفسها، مع الغضب الداخلي الذي دفعه لسنوات عديدة، حتى يمكنه أن يعتنق دوره الجديد كأب وحيد ومرشد. بمرور وقتهما معًا، يتعلم أتريوس أكثر عن ماضي والده الشرير والمعقد، في حين يناضل من أجل أن يكون مثل والده أو يختار أن يكون شخصه الخاص..
.
.
الأسطورة
من المثير في الأساطير الإسكندنافية هو كمّ العمق والأحداث والشخصيات المتعددة، والتي بدورها تؤدي إلى استخراج العديد من الدروس المستفادة.كثير من الناس يفكرون في هذه الأساطير ويتذكرون عصور الفايكنج القدماء، لكن هذه ليست الحقيقة في God of War. في عصر الفايكنج كان هناك الكثير من الحروب القبليِّة بين أُناس عبدوا الآلهة مثل: ثور و أودين. حسنًا، لقد سار كل من ثور وأودين و غيرهم على الأرض في مرحلة ما في التاريخ، لكنهم لم يكونوا موجودين بعد هذا الوقت. يقاتل الفايكنج من أجلهم، لكنهم ليسوا هناك. الفكرة التي نحن بصددها تقول: نحن في نقطة ما قبل التاريخ، حيث يمشي الآلهة في الأرض، عندما كانت الوحوش حقيقيةً، قبل أن تنقرض وتصبح مجرد أساطير.
لا أريد أن أتحدث كثيرًا عن دور الأساطير في اللعبة أو أذكر بعض الأمثلة؛ لأنّني أريد أن أترك هذه النقطة إلى اللاعبين ليكتشفوها بأنفسهم، وسيجدون العديد من المفاجآت. ما أريد أن أتحدث عنه هو كمّ الاهتمام الموضوع في تقديم هذه الأساطير في صورة عالم مفعم بالحيوية والجمال، عالم تملؤه التفاصيل الصغيرة.
هل تعلم أنّ الفريق الفني للعبة سافر خصيصًا إلى بلدة إيسلاند في القطب الشمالي؛ من أجل الحصول على رسومات حقيقية للأماكن، والحضارة التي سوف يتم عرضها في أدوار اللعبة المختلفة؟ كما أنّهم قاموا بتأجير العديد من الأماكن خصيصًا هناك؛ من أجل صناعة وتحضير الموسيقى المستعملة داخل اللعبة.
يمكنك خلال اللعبة ملاحظة التفاصيل الصغيرة التي تضفي قدرًا من الجمال، وأيضًا العمق إلى عالم اللعبة، مثل: النقوش على بيت كراتوس وعلى أتريوس كذلك، والكتاب الذي يحمله أتريوس الذي يحوي الكثير من الأسرار، وأيضًا يعطي اللاعبين القدرة على الدخول داخل عقل أتريوس ومحاولة فهم شخصيته، كما نرى العديد من اللوحات الساحرة والرمزية التي تشير إلى أحداث حقيقية داخل اللعبة، وتمنحك المزيد من الرؤية حول ما في قلوب الشخصيات وعقلهم في لحظات صمتهم.
نظام اللعب
أول ما برز لي هو تأثير زاوية الكاميرا الجديدة في اللعبة أقرب كثيرًا، وتقدم إحساسًا بالحميمية في طريقة اللعب التي لم تكن موجودةً من قبل في السلسلة. أنت الآن أقرب من ذي قبل إلى كراتوس وإدراكه للوعي والإنسانية.من حيث الأداء، أحب أن أثني بشكل خاص على الاختفاء الكامل لشاشات التحميل لدى God of War. شعور من الوهم الذكي مع جزء من السحر التقني، يعطيك إحساسًا أنّك تعيش تجربةً واحدةً كاملةً، وتنسى تمامًا أنّك تلعب مجرد لعبة. اللعبة تحافظ على تدفق واحد في جميع أنحائِها مثل النهر، إذا اخترت اللعب لجلسات طويلة، فلن تكون عالقًا منتظرًا مشهدًا ما لكي ينتهي لكي تكمل اللعب، أو حتى تنتظر مصعد لكي يهبط حتى تنتقل إلى مكانٍ آخر. حتى بعد الموت في القتال، لن تنتظر أبدًا، لن تشعر بالملل لحظة واحدة.
هناك العديد من الطرق التي كان يمكن أن تسوء بها الأمور مع أتريوس، الذي ليس فقط ابن كراتوس، ولكن أيضًا رفيقه في السفر لما يقرب من كامل رحلته. كان كراتوس عملًا منفردًا منذ فترة طويلة لدرجة أنّني كنت متحفظًا على وجود رفيق معي في رحلتي، وأحسست أنّني سوف أكون مقيدًا، لكن كل مخاوفي تبخرت، أتريوس طفل أكثر من رائع.
يعمل أتريوس الصغير بمثابة الوزن المقابل العاطفي لكراتوس، مضيفًا عمق القصة من خلال السماح لنا برؤية ما سيبدو عليه كراتوس الأب. لدى أتيريوس أيضًا خلفيته الخاصة، والتي لن أشرحها هنا، كما أنّه يضفي عنصرًا لم يكن لدى إله الحرب أبدًا: روح الدعابة الحقيقية. عندما يكون بطلًا في لعبة ما لديه شخص آخر للتحدث معه، يضفي نوعًا من الطاقة والضوء إلى المواقف المظلمة التي يعيشها البطل. ذكرني ذلك بالثنائي المشهور المفضل لدي في لعبة .The Last of US
أتريوس أيضًا ليست عبئًا، فهو مازال ابن كراتوس، قادر وقوي. إنّه موهوب جدًا باللغات، حتى يتمكن من قراءة كل الأحرف الغامضة التي تظهر أثناء الرحلة. في القتال، لا تحتاج حتى أن تمسك يده. إنّه يستخدم القوس والسهم لمساعدة كراتوس في هزيمة الأعداء وتجهيز الملعب لوالده، لم يكن عليّ أن أواصل إبعاد الأعداء عنه أو إحيائه أو المشاركة في مهمة حماية أو مرافقة له. اللعبة تعامله كقطعة كاملة ومكملة لا تحتاج لأي تدخل منك.
ومع ذلك، مازال كراتوس هو الشمس التي يدور حولها نظام القتال في اللعبة، ويضع التحدي الحقيقي أمام اللاعب. القتال يتم بالتناوب بين الهجمات الخفيفة والهجمات القوية والصد والتهرب والركض، الجديد هو طرق حدوث ذلك، ذهبت سلاسل الفوضى المميزة للسلسلة، ليحل محلها الفأس الأسطوري الجديد، وهي تعمل مثل مطرقة ثور، مما يعني أنّ كراتوس يمكن أن يرميها في الأشياء، ويمكن استدعائها مرةً أخرى بضغطة زر المثلث. لا يقتصر هذا الأمر على فتح إمكانات لحظات قتالية رائعة فحسب، بل أعتقد أنّه كان ذكيًا كيف استغلت اللعبة قدرة الفأس على تجميد الأشياء التي تصيبها عند القذف. هناك أيضًا العديد من الأنظمة السهلة التي تمنحك السيطرة على ساحة المعركة، مثل: الأسهم المنيرة وصوت أتريوس الذي ينبهك دائمًا إلى الخطر، وأعجبني أنّه تم إزالة الأشياء التي ليس لها فائدة من الشاشة، مثل: عداد عدد الضربات، وعداد عدد الأعداء الذين تم قتلهم.
أيضًا تم إدخال عناصر الـ RPG في اللعبة، التي تمكّنك من تطوير كراتوس وأتريوس في العديد من النواحي. يمكن تعزيز القدرات، والدروع، أساليب الهجوم، والأسلحة وغيرها من أسلوب سهل نسبيًا. هذا يعطي أيضًا إحساس العالم المفتوح لهذه المغامرة رغم أنّها قصة طولية وليست لعبة عالم مفتوح. كذلك، ستواجه في نهاية المطاف مجموعةً متنوعةً من المهام الجانبية، والتي لها فائدة هذه المرة في إضفاء المزيد من المعلومات على القصة، وليست كأغلب الألعاب مهمات مكررة لا فائدة منها وتمل منها بعد فترة قصيرة.
الصوتيات والمرئيات
بير ماكريري، المعروف بعمله في البرامج التلفزيونية مثل: Battlestar Galactica و The Walking Dead، يسجل موسيقى لعبة God Of War، قال ماكريري أنّه تم استدعاؤه إلى استوديو سانتا مونيكا في نوفمبر 2014 للقاء مع المنتجين الموسيقيين بيت سكاتشارو، وكيث ليري لمناقشة مشروع سري. تمت مناقشة أفكار الموسيقى الشعبية، والأساطير، والأدوات الإسكندنافية الشمالية، والكتابة الصوتية، والتطور الكلاسيكي، والذي خمن ماكريري بشكل صحيح أنّ المناقشات كانت حول جزء جديد من السلسلة.استطاع ماكريري أن يبرز الإحساس الرئيسي للعبة بأدوات أوركسترا منخفضة، جوقة أيسلندية، غناء ذكر عميق، غناء أنثى قوي، قرع قومي، وآلات أسكندنافية مثل: nyckelharpa و hurdy gurdy. فعلًا كان هو الاختيار الصحيح لتقديم هذا العمل الرائع.
وكما ذكرت من قبل، لن يكون أي جزء من هذه القصة مؤثرًا إن لم يكن بسبب التصوير المدهش. مستوى التفاصيل في جميع المجالات يجعل فكك يسقط من الدهشة، على وجه الخصوص تفاصيل الوجه في مشاهد الحديث كانت مذهلةً، والفرق في الصور بين الأفلام واللعب لا يكاد يذكر. كانت هناك أوقات عندما كانت الأفلام لا تزال قائمةً، لم أكن أدرك أنّ السيطرة قد عادت لي بعد لأتحكم في كراتوس مرةً أخري.
كلمة أخيرة
كراتوس وأتريوس هما القلب النابض لهذه الرحلة، الأرض التي يلتف حولها الكون. قصتهم معًا من أجمل القصص التي ستراها في حياتك، إذا كنت أب ترعى طفلك الصغير، أنصحك بشدة أن تجرب هذه اللعبة، التي سوف تؤثر فيك عاطفيًا لأبعد الحدود، الآباء فقط هم من سيعرفون القيمة والمعني الحقيقي للتأثير الذي تريد القصة أن توصله إلى اللاعبين، ويتعلم اللاعبون العاديون أيضًا دور الآباء الحقيقي في حياتهم، والصعوبات التي تواجههم. إنّها لعبة لكل الأعمار بلا استثناء..